"أنت تعيش ما تقوله لنفسك"
يدرك الكثيرون وجود صوت داخلي يخاطبهم طوال اليوم. هذا الحوار الداخلي، أو حديث النفس، الذي يجمع بين الأفكار الواعية والمعتقدات اللاواعية، يُتيح للدماغ تفسير التجارب اليومية ومعالجتها.
قد يكون حديثنا مع أنفسنا مُلهمًا وداعمًا، أو سلبيًا ومُدمرًا للذات. يكون الحديث مع النفس مفيدًا عندما يكون إيجابيًا، إذ يُهدئ القلق ويُعزز الثقة.
للأسف، غالبًا ما تميل الطبيعة البشرية إلى التفكير السلبي وتوقع الأسوأ. لكن دعوني أخبركم، 99% من الأمور السيئة التي تخافونها لن تحدث إلا في عقولكم.
يُعتبر الحديث السلبي مع النفس مصدرًا رئيسيًا للتعاسة لدى معظم الناس، لأنهم لا يعرفون كيفية إسكات هذه الأصوات المزعجة وكيفية تنمية الأفكار الإيجابية في حياتهم.
في هذه المقالة المهمة، سأشارك بعض الطرق الممتازة التي ساعدتني شخصيًا في التغلب على الأفكار السلبية واستبدالها بأفكار إيجابية ومُحفزة.
1. الايمان
إذا كنت تؤمن بالقضاء والقدر، وأن قدرك ورزقك مكتوبان، فستعيش بسلام داخلي حقيقي، متيقنًا أن الله تعالى بيده الأمر ولن يتخلى عنك.
تذكر أن من توكل على الله لا يُذل ولا يُحرم ولا يُضل.
2. إزالة الأشخاص السلبيين من حياتك
لا شيء يؤثر عليك أكثر من وجودك مع الأشخاص السلبيين. إنهم يرون الحياة من منظور سلبي، ويلعبون دور الضحية دائمًا.
إنهم يستنزفون طاقتك ويؤثرون عليك سلبًا أكثر مما تتخيل.
قلل من السلبية في حياتك بتقليل وقتك مع هؤلاء الأشخاص.
3. لا تتوقف في الماضي
لا تكن قاسيًا على نفسك. لكلٍّ منا ماضي. لكلٍّ منا تجارب سيئة في الماضي.
لا تُرهق نفسك بالتفكير في هذه الإخفاقات أو الأخطاء أو الأمور السلبية التي حدثت في حياتك.
ركّز تفكيرك على المستقبل، على ما هو ممكن، وخاصةً على الإيجابيات الممكنة.
دع الماضي في الماضي. اترك أمتعتك عند الباب. لا تتحدث عن ماضيك إلا إذا كان ذلك ضروريًا. فهذا يُبقيه مستمرًا ويمنح الماضي فرصة جديدة للحياة.
ركّز على حقيقة أنك كنت قويًا بما يكفي للمضي قدمًا واحتضان مستقبلك.
هناك سبب لكون زجاج سيارتك الأمامي كبيرًا جدًا ومرآة الرؤية الخلفية صغيرة جدًا. ما أمامك أهم بكثير مما خلفك.
4. كن ممتنا
الامتنان وسيلة رائعة لاكتشاف الإيجابيات في حياتك وبناء حديث إيجابي مع نفسك من خلال تحديد الأشياء التي تشعر بالامتنان لها.
إن إيجاد ما تشعر بالامتنان له في حياتك اليومية يُحسّن مزاجك، مما يُساعدك على التحدث عن نفسك بطريقة أفضل وأكثر إيجابية.
5. لا تقارن نفسك بالآخرين
عندما تُقارن باستمرار ما ينقصك بما يملكه الآخرون، قد تشعر بالإحباط بسهولة.
من السهل أن تُصبح سلبيًا تجاه حياتك إذا مارست لعبة المقارنة. بدلًا من ذلك، ابحث عن الامتنان لما تملكه، بدلًا من التركيز على ما ينقصك.
6. استخدم كلمات إيجابية مع الآخرين
إذا كانت كلماتنا للآخرين سلبية، فمن المرجح أن نكون سلبيين تجاه أنفسنا أيضًا.
الأفكار السلبية تؤدي إلى حديث سلبي مع الذات. إذا كنت في مزاج سلبي، فتوقف عن ذلك الآن.
على سبيل المثال، عندما تذهب إلى العمل صباحًا، هل تبدأ أول محادثة لك بالشكوى من كل ما حدث؟ أم أنك تشعر بالامتنان لأن الشمس مشرقة ولديك وظيفة تدفع الفواتير، وتُعبّر عن هذه المشاعر لزملائك؟
الإيجابية تُولّد إيجابية، والسلبية تُولّد سلبية. اختر الإيجابية لنفسك وللآخرين.
7. ثق في نجاحك
ثق بقدراتك على النجاح. ثق بقدراتك ومهاراتك لتدفع نفسك نحو النجاح.
الشك الذاتي يمنعك من المحاولة، وبالتالي يمنعك من النجاح. ثق بقدرتك على النجاح، حتى لو تطلب الأمر عدة محاولات.
التزم بأن تُقنع نفسك بأنك قادر على ذلك. ثق بأنك لن تستسلم. ثق بأنك ستُنجز المهمة بطريقة أو بأخرى.
8. لا تخف من الفشل
لا تخشَ الفشل، فهو غالبًا ما يكون طريق النجاح. بعض أعظم قصص النجاح في الحياة هي لأشخاص فشلوا مرات عديدة قبل أن يحققوا النجاح. لو استسلموا في المرة الأولى بعد الفشل، لما حققوا هذا النجاح الباهر.
يمنع الخوف من الفشل الكثيرين من محاولة النجاح. فهم يبقون عالقين في وضعهم الحالي لأنهم يعيشون في خوف من الفشل.
لا تدع الخوف يمنعك من المحاولة. قل لنفسك: يمكنك الاستمرار في المحاولة حتى لو فشلت!
لن تذهب جهودك سدىً إذا اعتبرت الفشل فرصةً للمحاولة مرة أخرى واتباع نهج جديد.
9. استبدل الأفكار السلبية بأفكار إيجابية
ستتسلل الأفكار السلبية حتمًا، لأنه من الصعب ملء عقلك دائمًا بأفكار إيجابية.
ومع ذلك، يمكنك البدء باستبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية. هناك دائمًا جانب آخر، أو جانب إيجابي، لأي موقف. الأمر متروك لك للبدء في إيجاد الإيجابيات لتحويل سلبياتك إلى إيجابيات.
على سبيل المثال، إذا كنت تميل إلى قول إنك سمين، فستشعر بالسمنة والسوء تجاه مظهرك. إذا لم تكن سمينًا، فتوقف عن قول ذلك لنفسك!
إذا كنت تعاني من زيادة الوزن ولكنك تعمل على تحسين صحتك البدنية، ركز على تلك الأفكار. عندما تخطر ببالك فكرة أنك تبدو سمينًا، استبدلها فورًا بفكرة أخرى. بدلًا من ذلك، قل لنفسك إنك تعمل على إجراء تغييرات إيجابية في جسمك وأنك تتخذ خطوات لتصبح أكثر صحة كل يوم.
كن إيجابيًا عندما تتسلل الأفكار السلبية. سيساعدك ذلك على إيجاد الدافع للمحاولة مرة أخرى.
إذا ركزت على السلبيات، فأنت تمنع نفسك عقليًا من المحاولة مرة أخرى.
10. التأكيدات الإيجابية
من الطرق الرائعة للتحدث بإيجابية مع النفس الاستماع إلى التأكيدات الإيجابية.
أثبت العلم أن الاستماع المستمر لهذه التأكيدات يُحسّن مزاجك ويُنشّط عقلك الباطن.
11. تصور نجاحك
قدرتك على تصوّر نجاحك مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بقدرتك على تحقيقه.
على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في الركض لمسافة 10 أميال اليوم، فتخيل البداية، والمنتصف، والنهاية. فكّر في كيفية استعدادك للركض. تخيّل شعورك عند البداية، وكيف تخطط للتغلب على اللحظات الصعبة التي ستواجهها على طول الطريق.
ضع استراتيجية لما ستقوله لنفسك للاستمرار في الأوقات الصعبة. فكّر أيضًا في كيفية رد فعلك عند حدوث أي طارئ، وقل لنفسك إنك ستثابر، حتى عندما تشتد الأمور.
يساعدك التصور على التفكير بإيجابية في وضعك، ويشجعك على إدراك أن رؤيتك للنجاح قابلة للتحقيق.
12. حدد تعرضك للأخبار ووسائل الإعلام
قد تكون الأخبار ووسائل الإعلام سلبية للغاية. عندما تُغذّي عقلك باستمرار برسائل سلبية، يُصبح من الصعب جدًا إيجاد حديث إيجابي مع نفسك.
قلّل من تعرضك للأخبار ووسائل الإعلام. من الجيد أن تكون مُطّلعًا، ولكن من المفيد أحيانًا لعقلك وروحك إطفاء التلفاز والتوقف عن السلبية التي تنتشر في كل مكان حول العالم.
13. مساعدة الآخرين
يمكنك أن تختبر نظرةً أكثر إيجابيةً وتمكينًا وتفاؤلًا من خلال مساعدة الآخرين. ستساعدك هذه المشاعر على التواصل مع نفسك بفعالية أكبر طوال اليوم، وتحسين صحتك النفسية.
على سبيل المثال، في طريقك إلى العمل، افتح الباب للآخرين. ابتسم لمن يبحث عن التواصل البصري. يمكنك أيضًا شراء فنجان قهوة لزميلك في العمل، أو دع شخصًا يبدو أنه يسبقك في الطابور.
تذكر، من وجد اللطف في قلبه، فقد ربح الدنيا وما فيها.
14. كن نشيطا بدنيا
للتمارين الرياضية فوائد عديدة، منها زيادة الإبداع، وتقليل القلق، وتعزيز الثقة بالنفس، وتقليل التوتر، وزيادة إفرازات الدماغ المسؤولة عن السعادة، وغيرها.
عندما أشعر بالتوتر أو القلق، أمارس المشي لمسافات قصيرة، وهو علاج رائع. أنصحكم بتجربته.
15. احلم وحدد أهدافك
من الطرق الرائعة لبدء حديث إيجابي مع الذات أن تحلم بالمستقبل.
ما هي طموحاتك في الحياة؟ ماذا تريد من الحياة؟ أين ترى نفسك بعد ٥، ١٠، أو ١٥ عامًا؟
اسمح لنفسك بأن تحلم أحلامًا كبيرة، ثم ضع أهدافًا أصغر للوصول إليها.
مع تحقيقك لهذه الأهداف الصغيرة، ستصبح أكثر ثقةً بقدراتك ومهاراتك. لا تقلق بشأن النكسات على طول الطريق. امنح نفسك المرونة وعدّل خططك مع مرور الوقت، وستكون شخصًا أكثر سعادة.